أكد منظمون لحملة تضامن
واسعة مع الشعب الفلسطيني نيتهم مواصلة الإعداد لاستقبال مئات الناشطين
الأجانب من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، رغم الاجراءات المشددة
التي تنوي اسرائيل اتخاذها للحيلولة دون وصول هؤلاء المتضامنين إلى الضفة
الغربية.
وينوي أكثر من خمسة وعشرين منظِّما لحملة "أهلًا وسهلًا
بكم في فلسطين" عقد مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء في بيت لحم للإعلان عن
الاستمرار في الحملة وشرح أهدافها.
وقال المنظمون: "نحن نصرّ على أن
نقوم بكل الاستعدادات اللازمة لاستقبال هؤلاء الضيوف بالرغم من كل
المضايقات التي تحاول اسرائيل وضعها أمامنا".
وأشار بيان للمنظمين
تلقت "معا" نسخة عنه أن القوات الإسرائيلية داهمت بيت أحد الناشطين في 2/4
وصادرت جهاز الحاسوب وتلفونه وفي حوادث أخرى استجوب العديد من الناشطين
وأخّروا لساعات عند دخولهم وخروجهم من البلاد.
وأضاف البيان "أن
الكثير من الناشطين يعملون معنا بنشاط وشجاعة ويسلطون الأضواء على سياسة
اسرائيل العدوانية وعزلتها العالمية، والكثير من المتطوعين هنا يعملون كل
يوم من أجل تسهيل عمل الزائرين وعمل برنامج ملائم لهم مثل بناء مدرسة
جديدة، التعرف على الفلسطينين وتبادل ثقافي مع الفلسطينيين".
وينوي
المئات من المتضامنين الوصول إلى إسرائيل عبر مطار اللد "بن غوريون" يوم
الأحد القادم، بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي "بيسح" بيوم واحد على متن
طائرة للتعبير عن احتجاجهم على السياسة الإسرائيلية في الأراضي
الفلسطينية، وسط تخوفات إسرائيلية من نشوء "استفزازات" في مطار "بن
غوريون".
وتتحسب الشرطة في إسرائيل من تبكير هؤلاء المتضامنين موعد وصولهم قبل الموعد المحدد بيوم واحد ليصلوا في مساء السبت القادم.
وأجرى
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرنوفيتش مشاورات مع كبار ضباط
الشرطة بغية التعاطي مع السيناريوهات المختلفة لمواجهة رحلة المتضامنين
الدوليين، حيث تقرر نقل الناشطين إلى منشآت خاصة تحت حراسة أمنية تمهيدا
لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.
وأفادت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل
طلبت من شركات الطيران في أوروبا والولايات المتحدة منع صعود هؤلاء
المتضامنين على متن هذه الشركات، عبر تزويدها بقوائم بأسماء هؤلاء
المتضامنين، كما أوفدت مندوبين ورجال أمن إلى المطارات التي يعتزم هؤلاء
المتضامنون الانطلاق منها في طريقهم إلى الضفة الغربية عبر مطار اللد.
وينوي الناشطون التوجه إلى الضفة الغربية وبشكل خاص إلى مدينة بيت لحم التي تستعد لاستقبال المئات منهم.
يشار
إلى أن حملة مماثلة جرت قبل حوالي تسعة أشهر حاول خلالها المئات من
الأفراد شراء تذاكر للقدوم إلى فلسطين ولكن اسرائيل أعدت قائمة بأسماء
ثلاثمئة واثنين وأربعين مشاركا تتراوح أعمارهم بين تسع إلى ثلاث وثمانين
سنة لمنعهم من السفر إلى الخارج والقدوم إلى فلسطين وذلك بأن سلمت هذه
الأسماء إلى شركات الطيران في البلدان الغربية، وبالإضافة إلى ذلك حولت
اسرائيل مطار اللد إلى ثكنة عسكرية، واعتقل أكثر من مائة وسبعة وعشرين رجلا
وامرأة في المطار، واحتجزوا لأيام ولكنهم أصروا على حقهم في زيارة عائلات
وجمعيات فلسطينية.
ويؤكد منظمو هذه الحملات أنه "ونتيجة لموقفنا
القانوني ووقوف بعض الجمعيات معنا اضطرت الكثير من شركات الطيران إلى عدم
تقييد حرية السفر، وهذا سلط الأضواء على محاولات اسرائيل منع الكثير من
زيارة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال ولن تستطيع اسرائيل منع
الناشطين من زيارة فلسطين بين 15 إلى 21 من هذا الشهر، ويرفضون فكرة أن
الفلسطينيين لا وجود لهم، ونحن نكن الكثير من التقدير والاحترام لهؤلاء
الزائرين الذين يتصدون لسياسات اسرائيل القمعية".
وأضاف المنظمون
"أن هؤلاء الزائرين يتفهمون حق الفلسطينيين في استقبالهم، ويتفهم
الفلسطينيون حق الزائرين في زيارة فلسطين دون مضايقات، ونحن نرفض كافة
المحاولات لتجاهلنا وإسكاتنا، وللرد على محاولة عزلنا نحن ندعو الجميع
لدعمنا والوقوف معنا بكل فخر، ونحن لدينا البرنامج الكامل لتحدي
الحصارالمفروض علينا بدعم من المجتمع الدولي والمتطوعين، وسنحقق أهدافنا
بالسلام والحرية وبالتالي القيم والمبادئ التي تميزنا كآدميين".
من
جهتها إرسلت إسرائيل برسائل الى جميع القنصليات والسفارات الغربية لديها
حول طرق التعامل مع رعاياها في حالة اعتقالهم خلال رحلة التضامن الجوية.
ونقل
صوت اسرائيل عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله انه "تم توجيه رسائل الى جميع
القنصليات والسفارات في البلاد حول الطرق التي يجب عليها التعامل مع
رعاياها في حالة اعتقالهم خلال وصول رحلة التضامن الجوية الاسبوع القادم".