أمين سر "فتح"بغزة:6 أشهر لتستعيد الحركة عافيتها
ولن نلجأ للقوة لتغيير حكم "حماس" ودحلان خارج الخدمة
غزة / سما / أكد يزيد الحويحي أمين سر الهيئة القيادية الجديد لحركة "فتح" في قطاع غزة أن حركته لن تلجأ إلى العنف أو القوة العسكري أو فكرة "الانقلاب" ضد حكم حركة "حماس"، لافتاً إلى أن "حماس" مدركة تماماً أن "فتح" لن تفكر بأي شكل من الأشكال العنف ضدها، والأسلوب العسكري مرفوض وطنياً".
وتوقع في تصريحات لصحيفة القدس المحلية الاثنين أن تبدأ الحركة في استعادة عافيتها بعد ستة أشهر على الأقل، مؤكداً أنه يدعم فكرة تسهيل مهمة العمل الحزبي لحركة"حماس" في الضفة، حتى تتمكن حركة "فتح" في القطاع من ممارسة نشاطها بسهولة ويسر. واعتقلت اسرائيل الحويحي مرتين وقضى في سجون الاحتلال 11 عاماً، قبل أن يخرج من الاعتقال في شهر آب (أغسطس) الماضي.
وهذه تفاصيل الحوار الذي أجرته مع الحويحي في منزله في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
* ما هي معايير اختيار أعضاء الهيئة القيادية الجديدة في غزة؟
- أنا لم أشارك في اتخاذ مثل هذا القرار، ولكن حسب ما فهمت ورأيت من الأسماء، الغالب فيها من الشباب، إضافة إلى كوادر الحركة من لجان أقاليم أو أمناء سر أقاليم الفاعلين، وهناك جزء من الهيئة السابقة، وآخر من الأسرى المحررين الجدد لدمج الجيل، وبالتالي اختيارهم لم يأتي من فراغ.
وماذا عن معارضة أطراف في الحركة للتشكيلة الجديدة؟
- لا أقول أن نحن صفوة حركة "فتح"، أو الجميع قدموا امتحانات في الحركة وناس نجحت وناس تعثرت. المسألة تكليف مئة في المئة، ولدى يقين أنها مثلما كان البعض سعيداً بالتغييرالجديد، انزعج البعض الآخر أيضاً، لكن أن تصل المسألة إلى خلاف لا سمح الله أو تراشق اتهامات لا يوجد وغير مقبول.
* هل تشكل القيادة الجديدة تصفية لأتباع محمد دحلان؟
- هذا كلام عاري عن الصحة تماماً على الإطلاق، وحتى نكون واضحين وصادقين، اليوم محمد دحلان خارج نطاق حركة "فتح"، يعني هو مفصول منها وخارج الخدمة في الحركة. أنا أتصور أن هذا اجحاف ومن غير الصحيح. هذا الإطار بشكله ومضمونه يتسع الجميع من دون تصنيفات. من يلتزم بشرعية هذه القيادة ويلتزم بقيادة هذه الحركة وأطرها فهو في "فتح" رغماً عن الجميع، ومن لا يلتزم باللجنة المركزية يعني أنه يريد تصفية الحركة، وعلى أي حال لم يؤخذ موضوع دحلان وتصفيته في الاعتبار على الإطلاق.
* لو رتبتم أولوياتكم الجديدة، ما هي أبرزها في المرحلة المقبلة؟
- نحن لدينا ترتيبات في الدائرة التنظيمية لوضعنا التنظيمي في أقاليمنا ومناطقنا ومكاتبنا الحركية وفي المنظمات الشعبية، سنعيد ترتيبها من جديد والبحث عن حل أزماتها ومشاكلها سواء في النقابات أو الاتحادات المختلفة، ومطلوب منا أن نبني جسور ثقة مع الآخرين وأن نوسع دائرة علاقاتنا في قطاع غزة على أرضية وواقع يتماهى مع مصلحة قطاع غزة وفلسطين والقدس. وضمن البرنامج استنهاض الكادر المحبط والمستثنى، ولن يكون هناك فيتو على أحد. الفيتو الوحيد لمن يعمل خارج إطار الحركة.
* هل تتوقع أن تستعيد "فتح" عافيتها في غزة قريباً؟
- انا شخصياً متفائل وهناك أشياء جديدة ستظهر للحركة خلال فترة ليست طويلة، فمن الممكن أن يحدث التغيير بعد ستة أشهر على الأقل بالمعنى وبالمفهوم، بمعنى أن الترهل الموجود سيتغير، مع تغيير السكون وتحريك الدماء في العروق.
* هل تم إبلاغ حركة "حماس" بشأن القيادة الجديدة وكيف تتوقعون علاقتكم بها؟
- ليس مطلوباً مني إبلاغ حركة "حماس" بالتغيرات القيادية في حركة "فتح"، وأتمنى أن يكون هناك تغيير وفهم في علاقة الحركتين، خصوصاً وأن هناك نظرة تفاؤلية يديرها الشباب المنفتح في الحركة.
* كيف ستتعاملون مع حركة "حماس" في المرحلة المقبلة؟
- نحن الآن مقبلون على واقع مختلف، ويجب أن يكون هناك رجال يتفهمون هذا الواقع الموجود حتى يكون في تقارب في وجهات النظر وفي فهم وضع غزة. الآن "فتح" و"حماس" في غزة ومصلحة الاثنين أن تكون غزة مستقرة، كما أن "حماس" مدركة تماماً أن "فتح" لن تفكر بأي شكل من الأشكال بأن تلجأ إلى أسلوب أو منطق التغيير بالقوة العسكرية وهو أسلوب مرفوض وطنياً، ولدينا رؤية رافضة للسلوك الانقلابي على الإطلاق.
* هل يعيق حكم "حماس" لغزة نشاطاتكم فيها؟ وهل تشعر بأن الحركة ترغب في استمرار حكمها مهما كانت الظروف؟
- عندما تعتقلنا "حماس" هل ستنتهي "فتح"؟ أكيد لا، ونحن ثلاثة أرباعنا خارجون من السجون الإسرائيلية ولن يفرق معنا شيء. إسرائيل اعتقلتنا لأننا نقاتل ضدها، وأقول لإخوتنا في "حماس": نحن لا نحارب ضدكم ولن نفكر في عداوتكم، وإن كنا نتنافس سياسياً في الساحة الفلسطينية.
ولا اعتقد أن "حماس" ترغب في استمرار حكم غزة بعيداً عن الوطن ككل، لأن الوطن كله وكل فلسطين غير كافية لطموح أي فلسطين فما بالك بهذا الشريط الساحلي المسمى الصغير.
* ما هو موقفكم من ممارسة "حماس" لنشاطها السياسي في الضفة؟
- مطلبنا الدائم إفساح المجال لحركة "حماس" لتعمل في الضفة، نحن نطالب بحقوقنا في غزة، ويجب أن يعطى الجميع حقه كذلك. اعتبر هذا مطلباً مباشراً من قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن تساهم معنا في رفع أو تخفيف بعض الأعباء علينا في غزة من خلال تسهيل مهام حركة "حماس" في الضفة ضمن الأسس التي نحن ملتزمون بها.
* هل تحولت غزة بالنسبة الى حركة "فتح" إلى مجرد راتب؟
- لا اعتقد ذلك وما يؤكد قولي هو موضوع اللجنة القيادية الجديدة.
* كيف تقيم إعلام الحركة؟
- الموضوع الإعلامي هو أزمتنا ومشكلتنا منذ زمن قديم، وهذه المسألة لها علاقة بمفوضية الإعلام في حركة "فتح". عندنا أزمة لها علاقة بالتواصل وإيصال المعلومة للناس، وأنا أتحدث عنها بمرارة وألم، فالحركة اعتمدت في إعلامها على الإعلام الحكومي وهذا يسبب خطأ مجحفاً، ونحن بحاجة إلى إعلام منفصل.
* هل تتوقع أن يسمح الاحتلال لك بالمغادرة إلى الضفة؟
- الشباب أخبروني منذ يومين أنه في مقال نشر على صحيفة إسرائيلية أن قائد "فتح" في المرحلة القادمة في غزة، سيكون شخصاً له علاقة بالعمليات الإرهابية حسب وصفهم، وبناء عليه يمكن توقع الرد الإسرائيلي. أتصور أن هذه رسالة من اسرائيل، هي غير سعيدة وغير راضية على الوجوه الجديدة.
* في خصوص وضع الشبيبة الفتحاوية هل ستشهد جديد؟
- انا جلست مع الشبيبة الأسبوع الماضي والمكتب الحركي كامل، ووضعنا برنامجاً واتفقنا جميعا على آلية تعيد الى الشبيبة وجهها وصورتها المشرفة والمحترمة، آلية لها علاقة بشبيبة "فتح" وليس لها علاقة بموظفين في شبيبة "فتح"، وأتمنى أن ننفذ برنامجنا قريباً.
* على صعيد المصالحة، هل من تغير قريب؟
- هناك تدخلات من بعض الدول العربية وتحديداً إخوتنا في مصر لتسير الحركة باتجاه إنهاء ملف الانقسام وإتمام المصالحة وترتيب الأوضاع على أرضية ما اتفقنا عليه سواء (في) القاهرة أو الدوحة.