كما هو الحال دوما في غزة فإن صعوبة الحال تفرض على أهالي القطاع البحث عن أفكار مجدية لتقديم حلولا للصعوبات والمشكلات التي أوجدتها الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع ' فالحاجة أم الاختراع'.
ونظرا لكثره انقطاع التيار الكهربائي وما نجم عنه من أزمات وصلت إلى حد الأذية للأفراد خصوصا في تعاملهم مع المولدات الكهربائية المنتشرة في أرجاء القطاع, كان ذلك مصدر الفكرة ونقطة البداية, التي اتخذها كل من الطالبين الجامعيين أحمد المصري وعبد الله السيد بفرع الهندسة الكهربائية 'اتصالات وتحكم'.
فكرة مشروع التخرج للبكالوريوس المتميزة والتي ناقشاها اليوم الأحد في الجامعة الإسلامية بغزة, عبارة عن نظام متكامل يعمل على حل مشكلة التحكم والمراقبة بالمولدات الكهربائية، عبر ربط هذا النظام بشبكه الانترنت, ليصبح بالإمكان التحكم الأتوماتيكى بالمولدات الكهربائية عبر الشبكة العنكبوتية .
يقول م. أحمد المصري أن ' نظام السكادا' _الذي يعتمد عليه المشروع_ بات يوفر للمستخدم إمكانية التحكم بآلية عمل المولد الكهربائي بشكل كامل إضافة إلى مراقبة عمل كافة الأجهزة الموصولة بالكهرباء التي يضخّها المولد.
ويضيف :' أصبح بالإمكان التغلب على كثره انقطاع التيار الكهربائي وتأثيرها على عمل الشركات و المصانع وحتى في البيوت ,إضافة إلى حل مشكلة مراقبة خط الإنتاج للشركات, كل ذلك وأكثر يتم من خلال الانترنت, وعن بعد .
ويشير الطالب الجامعي إلى الحامية التي يوفرها المشروع في جانبين الأول للأفراد الذين ليسوا بحاجة إلى التعامل المباشر مع المولدات الكهربائية وما يترتب على ذلك من أخطار , والجانب الآخر في الحماية الإلكترونية العالية التي يتم توفيرها للنظام في عالم الانترنت الواسع.
أما البروفيسور في التحكم بالجامعة الإسلامية محمد عبد العاطي فقد أثنى على المشروع وفكرته النوعية, وهو من كان قد أعطى الطلاب التوجيهات والمتابعة اللازمة للمضي بالمشروع, معتبرا ما قدمه الطالبان أفضل مشروع يمر على الجامعة منذ خمس سنوات ولم يكن متوفرا من قبل.
وحازت الفكرة على المرتبة الثانية كأفضل مشروع في الملتقى الإبداعي للمهندسين الذي وعد بتغطية تكاليف المشروع, والذي سيتم تطبيقه كبداية على مولدات الجامعة الإسلامية كافة خلال ما يقارب الثلاثة شهور.
وتصل تكلفة المشروع بشكل كامل إلى ما بين 7000 إلى 9000 دولار , من بينها 2000 دولار للبرامج الأصلية اللازمة للمشروع والتي يتم استيرادها من شركات أجنبية في الخارج.